
مليكة لمريض.. رمز المرأة المغربية الأصيلة وصاحبة الوسام الملكي في المهجر
طارق عبلا من هولندا
في اليوم العالمي للمرأة، نسلط الضوء على واحدة من أبرز الشخصيات النسائية المغربية في بلاد المهجر، مليكة لمريض، التي نجحت في المزج بين إرثها الوطني العريق وروحها الإنسانية الملهمة.
من هولندا، حيث اختارت الاستقرار والعمل، إلى المغرب الذي ينبض في قلبها، تمكنت مليكة من أن تكون نموذجا حيا للمرأة المغربية التي تسطر اسمها بإنجازات إنسانية واجتماعية نبيلة.
تنتمي مليكة لمريض إلى أسرة مغربية عريقة، ذات جذور ضاربة في تاريخ القيادة والنضال الوطني. عائلتها التي ارتبط اسمها بالقيم النبيلة وخدمة الوطن، أنجبت شخصيات بارزة تركت بصمتها في تاريخ المغرب.
أبرز هؤلاء جدها القائد الحاج محمد بن مبارك بن المختار بن رمضان لمريض، الذي تولى قيادة قبيلة أولاد ستوت بظهير سلطاني صادر عن السلطان محمد الخامس سنة 1922. وقد عرف القائد لمريض بحكمته وعدله في حل النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي، مما جعله مثالا يحتذى به في القيادة والإخلاص.
يتفرع نسب مليكة لمريض من الأشراف الأدارسة، ما يمنح عائلتها مكانة روحية ودينية متميزة. هذه الجذور النبيلة انعكست على شخصيتها، حيث حملت إرث العدل والكرم، وعملت بجد على تحقيق التوازن بين تاريخها العريق ودورها الحالي كفاعلة اجتماعية وإنسانية. إيمانها القوي بقيم العدالة والمساواة جعلها نموذجا للمرأة المغربية الملتزمة بقضايا مجتمعها.
عند انتقالها إلى هولندا بعد زواجها، قررت مليكة لمريض أن تجعل من نفسها صوتا قويا يبرز صورة المرأة المغربية في المهجر. من خلال عملها الدؤوب، أصبحت مليكة عنوانا للعطاء الإنساني، حيث أطلقت عدة مبادرات تطوعية تساهم في تحسين حياة المهاجرين والمجتمع المحلي على حد سواء. كان من بين أبرز إنجازاتها إدارة البنك الغذائي في مدينة شخونهوفن، حيث قدمت الدعم للعائلات المحتاجة، مسجلة بذلك اسمها كواحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العمل التطوعي بهولندا.
عرفت مليكة لمريض بألقاب عديدة تعكس روحها الإنسانية، من بينها “اليد البيضاء للخير”، و”القلب الرحيم”، و”حمامة الإنسانية”. ألقاب استحقتها بفضل تفانيها في خدمة المحتاجين دون تمييز، وحرصها الدائم على تعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي. كما توجت جهودها الإنسانية بوسام ملكي هولندي، وهو اعتراف رسمي بدورها البارز في العمل التطوعي والخيري.
تمثل مليكة لمريض صوت المرأة المغربية في المهجر، التي تستمد قوتها من تاريخها وهويتها. وهي تبرز دور النساء المغربيات في بناء مجتمعاتهن الجديدة، دون أن يغفلن عن جذورهن وقيمهن الوطنية. تؤمن مليكة بأهمية تعزيز مكانة المرأة في العمل الاجتماعي والإنساني، مؤكدة أن المرأة المغربية قادرة على التميز في كل الظروف.
إلى جانب أعمالها الاجتماعية، تسعى مليكة لمريض دائما إلى تسليط الضوء على التاريخ المغربي وأبطال المقاومة. لم تنس مليكة تكريم جدها القائد الحاج محمد لمريض، الذي كان رمزا للنضال ضد الاستعمار، كما حرصت على إبراز تضحيات القائد الشريف محمد أمزيان، أحد رموز المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني. من خلال هذه الجهود، تذكرنا مليكة بأهمية الحفاظ على إرث الأجداد وإلهام الأجيال القادمة.
تظل مليكة لمريض نموذجا حيا للمرأة المغربية التي حملت إرث أجدادها العريق ودمجته برؤية معاصرة للإنسانية والعمل الاجتماعي. عبر مبادراتها في المهجر، وارتباطها الوثيق بجذورها المغربية، نجحت مليكة في تعزيز صورة مشرقة للمرأة المغربية، التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وبين المسؤولية الوطنية والإنجازات العالمية.
في اليوم العالمي للمرأة، تعد مسيرة مليكة لمريض شهادة على أن قوة المرأة ليست في قدرتها على مواجهة التحديات فحسب، بل في التزامها الدائم بخدمة مجتمعها، سواء على أرض الوطن أو في بلاد المهجر. لتبقى مليكة لمريض مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودليلا على أن المرأة قادرة على تحقيق التغيير الإيجابي أينما كانت.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X