25 ديسمبر في هولندا.. احتفالات الكريسماس بروح هولندية ولمسة مغربية

طارق عبلا من هولندا

يُعد يوم 25 ديسمبر، المعروف باسم “كيرستماس” (Kerstmis)، واحداً من أهم الأيام الاحتفالية في هولندا.

إنه يوم يُحتفى فيه بالمحبة والسلام، ويجمع بين العائلات والتقاليد المتنوعة، مع بصمة مميزة تضيفها الجاليات المختلفة، وعلى رأسها الجالية المغربية.

ومع مرور الزمن، أصبح الكريسماس مناسبة عالمية تجسد قيم العطاء، والتضامن، والعائلة.

ويميز هذا العيد العديد من التقاليد مثل شجرة الميلاد المزينة بالأضواء والألوان الزاهية، تبادل الهدايا بين الأحبة، والأغاني الميلادية التي تُضفي أجواءً خاصة وكذلك الأطعمة الموسمية من اللحوم المشوية والحلويات “البودينغ والكعك”.

في هولندا، يحمل الكريسماس طابعاً مميزاً يدمج بين الاحتفالات التقليدية والحداثة، ويشكل فرصة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم، للتجمع والاحتفاء.

فهذا اليوم يُعتبر يوماً عائلياً بامتياز، حيث تجتمع العائلات في المنازل حول شجرة الميلاد أو في مطاعم مميزة لتناول وجبات خاصة.

كما يشهد اليوم العديد من الأنشطة التقليدية، منها العشاء العائلي، الذي يُعتبر الحدث الأبرز، و تقديم أطباق شهية مثل الـ”غورميه” (Gourmetten)، وهو طعام يُطهى مباشرة على الطاولة بمشاركة جميع أفراد الأسرة.

كذلك يحتفل به بعض الهولنديين في الكنائس، حيث يرمز إلى الجانب الروحي للكريسماس. ويستغل الكثيرون هذا اليوم للتمتع بجولات في المنتزهات أو زيارة الأسواق الميلادية التي تزينها الأضواء والأكواخ الخشبية.

و بالنسبة للجالية المغربية في هولندا، يُعتبر الكريسماس فرصة لإثراء الاحتفال بطابعهم الثقافي الخاص.

وعلى الرغم من أن هذه المناسبة ليست جزءاً من التقاليد المغربية الأصيلة، إلا أن المغاربة المقيمين في هولندا يشاركون في الأجواء الاحتفالية بطريقتهم، مما يخلق مزيجاً ثقافياً غنياً.

و يُعد الكريسماس فرصة ذهبية للعائلات المغربية للتجمع، حيث تتخلل اللقاءات أطباق مغربية مثل الطاجين والكسكس، إلى جانب الأطباق الهولندية.

كما تجدهم يشاركون في الأسواق الميلادية من خلال عرض منتجاتهم التقليدية، مثل الحلويات المغربية اليدوية والشاي المغربي، الذي يضيف بعداً شرقياً للأجواء.

كذلك تُقيم الجمعيات المغربية فعاليات موسيقية وثقافية خلال فترة الأعياد، تشمل عروضاً موسيقية أندلسية وشعبية.

و يتزامن الكريسماس مع عطلة رأس السنة، مما يجعله فرصة مثالية للعائلات المغربية لترتيب لقاءات موسعة أو حتى السفر إلى المغرب “الوطن” لزيارة الأقارب، بينما يقيم آخرون حفلات عائلية تجمع بين التراث المغربي و الهولندي.

و ما يميز الكريسماس في هولندا هو روحه الشاملة التي تحتفي بالتنوع الثقافي. فهو ليس مجرد احتفال ديني، بل مناسبة اجتماعية تستوعب الجميع، وتسمح لكل فرد أو جالية بالتعبير عن هويتهم الثقافية ضمن إطار عام من المحبة والاحترام.

الجالية المغربية وكعادتها وبمساهمتها في الاحتفالات، تُظهر كيف يمكن أن تكون المناسبات المشتركة جسراً بين الثقافات. سواء كنت هولندياً أو مغربياً، مسلماً أو مسيحياً، فإن يوم 25 ديسمبر في هولندا يُجسد فكرة أن الأعياد هي فرصة لتوحيد القلوب ونشر الفرح. تحت شجرة الميلاد، ومع الأضواء التي تزين الشوارع والأسواق، هناك يجد الجميع مساحة للتأمل والاحتفاء بروح العطاء.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى