مدريد.. مغاربة ينظمون مظاهرة حاشدة أمام مقر الإدارة العامة للسير (صور)
هبة بريس _ يسير الإيحيائي
عدسة: سعيد الحارثي
إحتشد المئات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا صباح اليوم الجمعة أمام الإدارة العامة للسير والجولان في خطوة تصعيدية جديدة تطالب الدولة الإسبانية بالإعتراف برخص السياقة المغربية واستبدالها برخص إسبانية.
وردد المشاركون في هذه الوقفة التي إنطلقت في التاسعة صباحا شعارات تشدد على ضرورة إيجاد حل لهذا الملف الذي ظل مطلبا للمغاربة خاصة أولائك الذين تمكنوا من الحصول على رخص السياقة المغربية بعد حصولهم على أوراق الإقامة.
ويشارك في هذه الوقفة الإحتجاجية _حسب ما عاينته هبة بريس _ المئات من المغاربة القادمين من مدينة مورسيا وضواحيها إضافة إلى مئات آخرين قدموا من مدن أخرى على متن حافلات أو وسائل نقل خاصة، وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين المظاهرة وضمان عدم خروجها عن التجمهر وترديد الشعارات المطالبة بالإعتراف برخصة السياقة المغربية ولو باجتياز الإمتحان التطبيقي الذي يراه المغاربة عادلا ومنصفا إلى حد ما، عكس الإمتحان النظري الذي يعتمد على الدراسة والتمكن من اللغة بشكل جيد.
وشقت المظاهرة بعد إنتهاء المهلة المحددة طريقها من الإدارة العامة للسير والجولان نحو مقر سفارة المملكة المغربية التي بدورها كانت منصة لإكمال هذا الشكل الإحتجاجي مرددة نفس الشعارات وحاملة يافطات تطالب بالتدخل الفوري للسفيرة “كريمة بنيعيش” بإعتبارها ممثلا لصاحب الجلالة لدى دولة إسبانيا.
ويعرف ملف رخص السياقة المغربية عددا من المشاكل أهمها الغرامات المالية الضخمة التي تثقل كاهل المهاجرين المغاربة،سيما إذا علمنا أن الكثير منهم يستخدم سيارته الخاصة للتنقل إلى العمل إنطلاقا من البلدة التي يقطنها، إذ غالبا ما تكون تلك البلدات نائية ولا تتوفر على وسائل نقل مكثفة يمكنها مواكبة حاجيات زبناءها بشكل إعتيادي ومنتظم.
ويوازي هذا الحراك الغير مسبوق في إسبانيا تحركات مماثلة في إيطاليا، إذ تشهد كل القنصليات المغربية هناك وقفات إحتجاجية مماثلة لأبناء الجالية المغربية تطالب بتسريع إخراج الإتفاق المبرم بين المغرب وإيطاليا إلى الوجود ونشره بالجريدة الرسمية ليتسنى للمرشحين تقديم طلباتهم للدوائر المختصة قصد الحصول على رخص إيطالية.
وتركزت الشعارات المرفوعة أمام القنصليات العامة بإيطاليا على جملة “رخص السياقة اليوم قبل الغد” في إشارة إلى نفس المعاناة والمشاكل التي تعيشها جاليتنا المغربية المقيمة بالديار الإيطالية.
وينتظر المشاركون في هذا الحراك الغير مسبوق أن تتفاعل كل من السلطات الإسبانية والإيطالية وكذا المغربية مع هذا المطلب الحيوي الذي سيشكل لا محال محطة جديدة من محطات نضال مغاربة العالم في الدفاع عن حقوقها والحصول على مكتسبات إضافية خاصة تلك المتعلقة بالإعتراف برخص السياقة المغربية.
كما تجدر الإشارة أن الإتفاقية المبرمة بين المغرب وإسبانيا بخصوص رخص السياقة المخصصة للحجم الكبير ما تزال عالقة وسط غياب المعلومات وانعدام المواعيد، وهو الأمر الذي يدفع مغاربة إسبانيا إلى التساؤل عن مآل هذا الإتفاق سيما بعد صدوره في الجريدة الرسمية الإسبانية وعرضه على أنظار صاحب الجلالة محمد السادس في إجتماع حكومي منذ حوالي شهر تقريبا.