الكنبوري :”المنظمات تهتم بالمرأة لأنها النافذة الوحيدة لتخريب المجتمعات وهدم الحضارات“

هبة بريس – الرباط

قال الباحث والأكاديمي المغربي إدريس الكنبوري، بأن اهتمام الغرب بموضوع المرأة بصفة عامة واعتبارها مقياسا للحرية والتقدم، والحرص على تغيير قوانين الأسرة في العالم العربي والإسلامي راجع بالأساس لكون المرأة هي النافذة الوحيدة إلى تخريب المجتمعات وهدم الحضارات، وذلك في إطار النقاش الدائر حول تعديلات مدونة الأسرة بالمغرب والتي عرفت امتعاض شرائح كبيرة من المجتمع المغربي الذي اعتبرها تهديداً صريحاً لمفهوم الأسرة وقوة تماسكها.

ونشر الكنبوري تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، متسائلاً :”لماذا تعتبر المرأة مقياسا للحرية والتقدم في العالم؟ لماذا يعتبر تغيير قوانين الأسرة في العالم العربي والإسلامي مقياسا لتطور تلك المجتمعات؟ لماذا تعتبر الحركات النسائية في العالم العربي الأكثر تأثيرا ونفوذا؟ لماذا عدد المنظمات المهتمة بالنساء في العالم أكثر بكثير من المنظمات المهتمة بالتنمية والديمقراطية؟“.

وأضاف قائلاً :”السبب أن المرأة هي النافذة الوحيدة إلى تخريب المجتمعات وهدم الحضارات. إن مفاهيم الشرف والأخلاق والتربية والقيم النبيلة والفضيلة كلها ترتبط بالمرأة بنسبة مائوية كبيرة، فإذا سقطت المرأة سقطت تلك المفاهيم في المجتمعات. حتى بالنسبة للرجل فإن قيم الشرف والأخلاق والرجولة والكرامة ترتبط أكثر بدوره في حماية زوجته وبناته وأخواته، فإذا سقطت منه تلك المفاهيم سقطت شخصيته، وكلمة الديوث تعني الشخص الذي لا يغار على هؤلاء“.

واسترسل موضحاً :”من أجل ذلك وضعت حضارة الغرب المادية الرأسمالية المرأة في مركز الاهتمام، لأنها حضارة تريد نشر العري والإباحية، وهي ابنة الحضارات اليونانية والرومانية التي كانت تعبد جسد المرأة والأجهزة التناسلية وتنحت الأصنام عارية كما يظهر في التماثيل الباقية، وظهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر رسامون خلال ما سمي عصر النهضة رسموا مريم والمسيح عليهما السلام شبه عاريين، وأجسادا عارية دون لباس داخلي، ولم ترفض الكنيسة تلك اللوحات بل علقتها على جدرانها مثل لوحات مايكل انجلو“.

وأكمل متحدثاً :”وفي جميع الفلسفات الغربية الحديثة كانت المرأة هي المحور، فالرأسمالية حولت المرأة إلى مجرد جسد للمتعة، وأنشأت شركات الجنس، وأنتجت تجارة النساء الرقيق الأبيض الحديث، وجعلت الجنس جزءا من الفن في الرسم والسينما، والشيوعية دغدغت مشاعر الفقراء بتعميم الجنس وإشاعته واعتبرت الزواج قيدا، والإعلان التجاري جعل المرأة هي المحور، فترويج السيارات والأفرشة والسلع والسكن والطيران وغيرها لا بد أن تظهر فيها المرأة“.

واعتبر الكنبوري بأن علم النفس الحديث جعل المرأة محورا له، والجنس هو أداة التحليل العلمية، والليبيدو هو محرك التاريخ. وجعل الياهود في بروتوكولاتهم المرأة والجنس وسيلة لتخريب العالم، وعندما ظهرت السينما في مصر في الثلاثينات والأربعينات ومصر بدائية ظهرت أفلام بالصالونات الراقية والنساء العاريات لإغراء المشاهدين وجعلهم يفهمون أن التحضر هو العري.

وشدد لكنبوري على أن الغرب اشتغل وأزلامه في المجتمعات العربية في تخريب قيم المجتمع بعيدا عن القوانين، وحقق ذلك التخريب أهدافه بهدوء، فأصبحت قوانين الأسرة متخلفة عن الواقع الذي فاتها، وأصبح الواقع حاكما على تخلف الشريعة التي لا تسايره، وانعكس الواقع على الزواج فانتشر الطلاق والمشكلات الأسرية، فصارت تلك المشكلات وسيلة للحكم على قوانين الأسرة لا العكس.

وخلص الكنبوري، على أن قضية مدونة الأسرة ليست قضية 2024 أو 1993, بل قضية بدأت منذ مائة عام، ولا يجب النظر إلى حقل الذرة الواسع الكبير، بل انظر إلى أول بذرة من الذرة زرعت في تلك الأرض، فالحقل يبدأ ببذرة صغيرة لا يراها أحد تمسكها بين أصبعين مثل حبة الرمل.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى